منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في السودان، طرحت أطراف دولية وإقليمية 9 مبادرات لوقف الحرب لكن جميعها لم ينجح حتى الآن في حل الأزمة.
ويعزي مراقبون وفاعلون سياسيون فشل كل تلك المحاولات والجهود إلى تعدد المنابر وعدم رغبة بعض الأطراف في الوصول إلى سلام، إضافة إلى الضغط الذي تمارسه عناصر النظام السابق في السودان.
وتعتبر اجتماعات جنيف برعاية الامم المتحدة والتي تنعقد هذه الايام اخر االمبادرات المطروحة لتسوية الازمة.
وكان قد طالب لأسبوع الماضي، رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، من قائدي الجيش والدعم السريع إرسال وفدين إلى سويسرا لبدء محادثات غير مباشرة حول حماية المدنيين وتسهيل وصول العون للمتضررين من القتال تحت رعاية الأمم المتحدة.
واكد المتحدث باسم الحكومة السودانية وزير الإعلام، جراهام عبد القادر، في بيان صحفي إن الحكومة وافقت على المشاركة في مداولات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية بشأن الأوضاع الإنسانية، استجابةً لمبادرة الممثل الشخصي للأمين العام.
وأشار إلى أنه “رغم طبيعة الدعوة المقدمة من المبعوث الشخصي التي تشير إلى مناقشات غير مباشرة وليس عملية تفاوض، لم يتلق وفد حكومة السودان بعد بضعة أيام من وصوله إلى جنيف أية أجندة أو برنامج لهذه المداولات”.
وأوضح الوزير أن الحكومة لا ترى داعياً لإنشاء منبر جديد للوساطة، وتتمسك بمنبر جدة وتعهداته، وضرورة تنفيذ تلك التعهدات التي أُبرمت.
واستبق الويزر مخرجات المناقشات وشدد على أن الحكومة السودانية ترفض التعامل مع أي جسم بديل أو موازٍ بشأن الإغاثة الإنسانية، خلافاً للكيان الحكومي المختص بذلك، وهو مفوضية العون الإنساني واللجنة العليا للطوارئ الإنسانية.
كما جدد التزام السودان بالتعاون الإيجابي مع الأمم المتحدة في كل ما من شأنه تخفيف المعاناة عن الشعب السوداني، والتوصل إلى رؤية مشتركة بشأن توصيل الإغاثة للمحتاجين والنازحين في المناطق التي تضررت بسبب مباشر من الاعتداءات المتكررة والمتعمدة لقوات الدعم السريع.
وتأتي خطوة لعمامرة بدعوة الطرفين المتقاتلين استنادًا إلى تكليفه من مجلس الأمن، وفقًا للقرار 2740، باستعمال مساعيه الحميدة لوقف القتال في السودان.
وفي بيان لها اعلنت قوات الدعم السريع الخميس الماضي وصول وفدها الى جنيف استجابة لدعوة المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة وتماشيا مع ما أسمته ” الموقف المبدئي والمعلن” الداعي إلى وقف الحرب وتحقيق السلام ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب.