مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في (مسح النزوح القصري) الذي اجرته مؤخرا حذرت من أن استمرار النزاع في السودان سيفاقم الأزمة الإنسانية بالنسبة للاجئين السودانيين والمجتمعات التي تستضيفهم في جنوب السودان. و شمل المسح 3100 أسرة في جنوب السودان. وأظهر أن اللاجئين والمجتمعات المضيفة يواجهون تحديات مماثلة تؤدي إلى تفاقم مخاطر الحماية والحد من فرص الاعتماد على الذات.
وأظهر المسح- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- أن الفارين إلى جنوب السودان غالبا ما يصلون إلى المناطق الريفية ذات الخدمات الأساسية المحدودة وارتفاع معدلات البطالة ونقص فرص التعليم وضعف البنية التحتية واكتظاظ الملاجئ.
وبرغم أن الوقائع تختلف بين المجتمعات المضيفة واللاجئين الذين شاركوا في الاستطلاع الذين يعيشون في شمال وجنوب البلاد، إلا أن النتائج ترسم صورة مقلقة للجميع، حيث لا يزال انعدام الأمن الغذائي هو التحدي الأبرز، إذ يعاني حوالي 74 في المائة من كل من اللاجئين والأسر المضيفة الذين شملهم الاستطلاع من الجوع. وشهد أكثر من خُمس المجموعتين انخفاضا في دخلهم من جميع المصادر مقارنة بالعام السابق.
تسببت الأزمة الحالية في السودان في نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين والعائدين إلى جنوب السودان، مما زاد من عدد اللاجئين في المناطق المتضررة بالفعل من العنف القبلي ونقص الخدمات. وقد تعثر اقتصاد جنوب السودان أكثر بسبب الحرب في السودان، وخاصة نتيجة لإغلاق خط أنابيب النفط الرئيسي في البلاد.
وقالت ماري هيلين فيرني، ممثلة المفوضية في جنوب السودان: “يعيش الملايين من جنوب السودان تحت خط الفقر، وتؤثر الحرب في السودان بشدة على اقتصاد البلاد. في هذا السياق، يعد دمج اللاجئين أمرا صعبا بشكل خاص، ومن الأهمية بمكان أن نربط الآن المساعدات الإنسانية ببرامج تحقيق الاستقرار والتنمية إلى أقصى حد ممكن”.
يقيم في جنوب السودان حاليا أكثر من 460 ألف لاجئ- معظمهم من السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا- ويعيش معظم هؤلاء اللاجئين في الشمال منذ أكثر من عقد. ومنذ اندلاع الحرب في السودان منذ أكثر من عام، استقبل جنوب السودان ما معدله 1600 شخص يوميا، بمن فيهم لاجئون من جنوي السودان عائدون إلى بلد لم يعش فيه الكثير منهم من قبل.