حققت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف انتصارا ساحقا، في نزالها بوزن 66 كغ في الملاكمة النسائية بأولمبياد باريس، مساء السبت.
ووسط جدل كبير ساد حول النزال، واستقبال حافل من عشرات الجزائريين الذين حضروا في الحلبة، استطاعت خليف التفوق طوال جولات النزال الثلاثة.
ومع نهاية النزال، وجهت خليف كلمة لمنافستها الهنغارية آنا هاموري، قبل أن تنهار بالبكاء بعد إعلان فوزها.
وبهذا الانتصار، ضمنت خليف ميدالية أولمبية، حيث تأهلت لنصف نهائي المنافسات، وفي حال خسارتها ستحصل على البرونزية على أسوأ تقدير.
وتعرضت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف لاتهامات وجهت لها بأنها بالحقيقة «رجل»، ومنافساتها في مسابقة للنساء في الأولمبياد، هو أمر ظالم.
وكانت الملاكمة الجزائرية قد أثارت الجدل قبل أيام، بعد انتصارها على الإيطالية أنجيلا كاريني، بعد انسحاب الأخيرة التي أشارت إلى أنها «لم تتعرض لمثل هذا اللكم في حياتها».
رالتنمر على إيمان خليف يعيد للأذهان حالة التنمر طالت حارسة مرمى منتخب إيران، زهرة قودائي، قبل أعوام قليلة. وقتها عام 2021، وجه الاتحاد الأردني لكرة القدم، طلبا بالتحقق من جنس قودائي، والتأكد «من أنوثتها».
تلك الواقعة رافقتها حملة تنمر شرسة، على وسائل التواصل الاجتماعي، من زهرة، ووصفها الكثيرين بالرجل المتخفي في فريق نسائي.
وكانت قودائي قد قادت منتخب إيران للانتصار على الأردن في منافسات كرة القدم للسيدات، بعد أداء لافت.
الحملة التي تلت وضعت قودائي تحت ضغط نفسي كبير، الأمر الذي دفع الجماهير الإيرانية لرفع لافتات تدعم حارسة المنتخب الإيراني للسيدات.
اليوم نشهد حملة مماثلة، موجهة نحو الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي شكك البعض بأنوثتها خلال أولمبياد باريس.
من ناحية اخري تقدمت اللجنة الأولمبية الجزائرية بشكوى رسمية ضد الملاكمة الهنغارية لوكا هاموري بسبب منشورات وصفت بالعنصرية.
ونشرت هاموري صورة على حسابها على إنستغرام، لامرأة تباري «وحشا» بالملاكمة، في إشارة إلى إيمان خليف.
ومن جهته، قال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مؤتمر صحفي: «إيمان خليف امرأة وليس هناك شك على الإطلاق. لقد أجرينا اختبارات واسعة النطاق و تثبت ذلك، لقد وُلدت كامرأة و عاشت و تربت كامرأة و نافست كامرأة طوال السنين الماضية بدون أي مشكلة».
وأضاف: «ما رأيناه في آخر 48 ساعة هو أن «البعض» يريد تغيير مفهوم ما هي المرأة وما هو الرجل. ولهذا السبب كل ما يمكنني فعله هو أن اتحداكم أن تعطونني إثبات علمي على ما تروجون له وما هو هذا التعريف الجديد للمرأة الذي تروجون له، نحن على استعداد لسماعكم».
وأكد رئيس اللجنة الأولمبية بالقول: «لن نشارك في هذه الحرب السياسية والعرقية التي صنعتموها بهذه الإشاعات».