قال رئيس قوى الحراك الوطني في السودان التيجاني سيسي، أن السودان يحتاج إلى حكومة حرب جديدة. وأشار سيسي، في تصريحات لقناة روسيا اليوم، أن هناك قوى خارجية أرادت الذهاب لجنيف لأنها لم تستطع فرض أجندتها في منبر جدة مؤكدًا ان بعض الأطراف لديها أجندة لتقسيم السودان وهذا ما لا نقبله.
واضاف السيسي في حديثه لروسيا اليوم أن :”على أي دولة تريد الاستفادة من مواردنا أن تسعى لذلك من خلال مصالح مشتركة لا على حساب وحدتنا” .
وبالامس تنافس الخصمان البرهان وحميدتي في اعلان نيتهم في تشكيل حكوميتين في بورتسودان والخرطوم ، وجاءت البداية من قبل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق عبد الفتاح البرهان في الاعلان عن نيته في تشكيل حكومة تكنوقراط جديدة وذلك اثناء اجتماعه بالصحفيين والاعلاميين السودانيين في بورتسودان العاصمة الادارية الجديدة ، ولم تمضي ساعات حتي اعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو رغبته في اعلان حكومة في المناطق التي تقع تحت سيطرته وعاصمتها الخرطوم ، ولم تمضي ٢٤ ساعة حتي فاجاءنا السياسي المخضرم الدكتور التيجاني السيسي حاكم اقليم دارفور ايام المشير جعفر نميري ورئيس قوى الحراك الوطني، باهمية تشكيل حكومة حرب فما هي هذه الحكومة التي نادي بها السياسي القديم وهل لها نصيب من التكون والوجود؟
الحاجة تبرر الوسيلة
لما لم يصبح هناك اي خيار أمام السودانيين في خضم حربهم المستمرة بلا توقف إلا البحث عن سلام تفرضه أي سلطة، أو جهة في غياب حكومة تهمين على قرارها في طول البلاد وعرضها ، يري كثيرون ان البحث عن حكومة تعبر عن السودان المستقر وتلعب دورها الحيوي في تسيير شؤون البلاد وتفرض هيبة الدولة وسلطة القانون أمرا ًحتمياً يحول دون فناء الوطن الواحد . خاصة بعد ان طال امد الحرب وغاب صوت العقل وانسدت آفاق الحلول في الداخل والخارج. واستدامت المواجهات العسكرية من غير حسم يلوح في الافق .
وفي نفس اطار الحرب التي لم تفلح جهود الوساطات والمبادرات الإقليمية منها والدولية في وضع حدٍ لها وانتهت إلى حرب مفتوحة شاملة فاقت نتائجها كل التوقعات. وبعد أن أصبح تعبير حكومة حرب تعبيرا متداولا فى صفوف الرأى العام عند توصيف وتشخيص الوضع الراهن في السودان فقد بات من الضرورى التنبيه من قبل المؤسسة العسكرية إلى أن التحدى الأكبر وهو أن نجعل عبارة ( حكومةحرب )اسما على مسمى فى أرض الواقع .
حكومة الحرب هي حكومة يسيطر عليها العسكر، وتشكل بعد انقلاب عسكري أو احتلال من طرف دولة ما أو في ظل عنف في بلد ما وهو الوضع الماثل امامنا في السودان، فبتمرد قوات الدعم السريع في ابريل من العام الماضي دخلت البلاد في حالة من الفوضي وغابت السيطرة الحكومية عن اجزاء من البلاد، لذلك جاءت المطالبات باعلان حكومة حرب تفرط سيطرتها علي الارض بالقوة الجبرية وتعيد الامن والاستقرار للبلاد ويخول اليها كافة الصلاحيات التي من شأنها فرض الامن ومواجعة ليس المتمردين فقط بل كل ضعاف النفوس وتجار الازمات.
مخاوف
الاختصاصيون قالوا ان حكومة الحرب، هي في الغالب حكومة محدودة من حيث عدد الوزراء، جلهم من العسكريين حيث تتعاظم المسؤوليات الأمنية بما في ذلك ولاة عسكريون بالولايات المختلفة.
وبعد بروز اتجاه لتشكيل حكومة حرب ، بديلة للحكومة الحالية، تتوالى التحذيرات والتخويفات من عدة مصادر فاعلة على الساحة السودانية، خوفاً من مغبة تشكيل مثل هذه الحكومة في ظل الظروف الحالية بما يؤدي إلى إطالة أمد الحرب.
مصادر رسمية سودانية قالت إن الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، سيمضي من مقره الجديد في بورتسودان في إجراء مشاورات مع قيادات سياسية وعسكرية توطئة لوضع ملامح الحكومة الموقتة التي ينتظر أن يعلن ميلادها خلال الأيام المقبلة.
ومخاوف وتوجسات المراقبين تتوالي من مغبة اعلان عن هذه الحكومة في الوقت الراهن وان الوقت قد تأخر كثيرا وكان من المؤمل اعلانها منذ اكثر من عام والان اذا تم ذلك سيكون الرد عليه من قبل قوات الدعم السريع بتشكيل حكومة اخري في الخرطوم ،وبذلك قد تندلع المعارك وتشتد الاشتباكات ويصبح الوضع كما صار عليه في النموذج الليبي، الذي ظل يعاني منذ سقوط العقيد القذافي الي يومنا هذا من صراعات بين حكومتين واحدة في بنغازي واخري في طرابلس؟
السيسي يدعو لتشكيل حكومة حرب في السودان
Leave a comment