افريقيا ـ السودان
كشفت صور أقمار صناعية عن نشر منظومة جوية هجومية شمال مطار نيالا، الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع، في مؤشر على تصعيد نوعي في قدرات هذه القوات.
وبحسب تحليل أجراه مختبر الأبحاث الإنسانية في كلية ييل للصحة العامة، رُصدت 13 طائرة مسيّرة انتحارية و16 منصة إطلاق، يُرجّح أنها مخصصة لطائرات من طراز “شاهد-136” أو نماذج مشابهة مثل “Sunflower-200″ و”ZT-180”. وتتميز هذه الطائرات بمدى تشغيلي يتراوح بين 1,500 و2,500 كيلومتر، ما يجعل معظم الأراضي السودانية، بما في ذلك مدن مثل بورتسودان وكسلا، ضمن نطاق التهديد.
وتُظهر إحدى الصور انتشار 16 منصة إطلاق و13 طائرة، فيما كشفت صورة لاحقة عن تموضع 11 طائرة على المنصات في وضعية استعداد للإطلاق، ما يشير إلى جاهزية عملياتية محتملة.
وخلال الفترة ذاتها، تعرضت مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، لضربات جوية استهدفت مواقع مدنية وعسكرية، يُعتقد أنها نُفذت باستخدام طائرات مسيّرة انقضاضية، دون صدور تأكيد رسمي حول الجهة المنفذة أو نوع الطائرات المستخدمة.
ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة في النزاع السوداني، وسط غياب آليات رقابة فعالة على تدفق الأسلحة إلى مناطق النزاع، رغم الحظر الأممي المفروض على دارفور منذ سنوات. كما يثير وجود هذه المنظومة الجوية تساؤلات حول مصادر التوريد، في ظل ترجيحات غير مؤكدة تشير إلى منشأ إيراني أو صيني أو روسي لبعض النماذج المستخدمة.
ويرى مراقبون أن نشر هذه الطائرات قرب نيالا يُعد تحولًا استراتيجيًا في تكتيكات قوات الدعم السريع، إذ يتيح لها تنفيذ ضربات دقيقة وعابرة للمسافات دون الحاجة إلى السيطرة الميدانية المباشرة، ما يهدد بتوسيع نطاق العمليات العسكرية وتعقيد جهود الوساطة الإنسانية.



