
جولة جديدة لتوم بيريللو تشمل القاهرة والرياض وانقرة
أعلنت “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” المعروفة باسم “تقدم” عن تأييدها الكامل للتوصيات الواردة في تقرير البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق، والتي دعت إلى إرسال قوات دولية بشكل عاجل لحماية المدنيين في السودان. وأعربت “تقدم”، التي تُعتبر أكبر التحالفات السياسية في السودان، عن ترحيبها بالتقرير الذي وثق الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها كلا من الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” والقوات المتحالفة معهما.
وكانت قد اتجهت الاوضاع في السودان منذ صباح امس الي وضع خطير للغاية علي خلفية قيام بعثة تقصي الحقائق الدولية بالكشف عن تقييم شامل لمضاعفات وتداعيات واثار الحرب في السودان واصدار بيان وتقييم مختصر لتطورات الاوضاع خلاصتة وضع المجتمع الدولي والامم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية امام تحدي اخلاقي بدعوتهم للتحرك العاجل لوضع حد لماساة انسانية متصاعدة ومطلب عاجل بضرورة ارسال قوات حفظ سلام دولية لحماية المدنيين وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل حدوث كارثة انسانية وناشدت البعثة الاممية مجلس الامن للتدخل وتطوير قرار حظر الاسلحة في دارفور ليشمل كل اقاليم السودان الي جانب توسيع صلاحيات المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بدارفور لتشمل كل اقاليم السودان بما في ذلك القرار الدولي السابق بارسال قوات دولية الي دارفور ليشمل بقية المناطق المتاثرة بالحرب في السودان بمافيها العاصمة السودانية الخرطوم الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
وتزامن هذا التصعيد، مع تقارير تحدثت عن تحركات مكثفة تجريها الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة لدفع الجهود الرامية لإيصال المساعدات الإنسانية لملايين الجوعى، ووقف الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 ألف بحسب تقديرات مجموعة جونسايد ووتش، وتشريد أكثر من 13 مليون من منازلهم، وفقا لتقارير منظمات تابعة للأمم المتحدة.
في غضون ذلك دعت “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” مجلس حقوق الإنسان إلى تمديد ولاية بعثة تقصي الحقائق، مشددة على أهمية تعزيز التواصل والتعاون مع القوى المدنية الديمقراطية في السودان لتوثيق الانتهاكات وتقديم التوصيات اللازمة لإنهاء معاناة المدنيين. وأكدت أن حماية المدنيين لن تتحقق إلا من خلال وقف فوري للأعمال العدائية، مع ضرورة وجود آليات مراقبة متفق عليها بين الأطراف المتنازعة.
الي ذلك تصاعدت، يوم امس الأحد، حدة القتال بشكل خطير في 4 محاور بغرب وجنوب شرق السودان، عزاها مراقبون إلى محاولة طرفي القتال – الجيش وقوات الدعم السريع – تغيير المعادلة الميدانية مع تصاعد التحركات الدولية الرامية لوقف الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.
وفي سبيل جني المكاسب أعلن متحدث عسكري باسم الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المتحالفة، إحباط “أكبر هجوم” بالطائرات المسيرة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
المعروف ان قوات الدعم السريع تفرض منذ أبريل الماضي، حصارا على العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، قبل أن تبدأ في مايو معارك ضارية ضد الجيش والقوة المشتركة في محاولة للسيطرة على المدينة.
ويقول قادة في القوة المشتركة إن “المدينة تعرضت لنحو 131 هجوما من قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها”.
ويربط محللون بين تصاعد حدة القتال، والإرهاصات المتزايدة باحتمال تدخل دولي وشيك. يأتي ذلك بالتزامن مع بدء المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيريللو جولة دبلوماسية جديدة يزور خلالها الرياض والقاهرة وأنقرة، بهدف مواصلة الجهود العاجلة لإنهاء الصراع ومعالجة الأزمة الإنسانية.