افريقيا ـ السودان
في ظل تصاعد الجدل السياسي حول تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان، عقد رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، اجتماعًا تشاوريًا مع ممثلي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، مؤكدًا التمسك بالاتفاق والوفاء بالمواثيق الوطنية.
وجاء الاجتماع عقب تصريحات متضاربة أثيرت بشأن استبعاد بعض الحركات المسلحة من المشاركة في الحكومة المرتقبة، ما أثار مخاوف من تراجع الالتزام باستحقاقات اتفاق جوبا. وقد ناقش الاجتماع عددًا من القضايا السياسية الراهنة، وأكد على دعم الجيش والقوات النظامية، بالإضافة إلى القوات المشتركة والمستنفرين.
وفي بيان أعقب الاجتماع، شدد المشاركون على أهمية “التراضي والتشاور واحترام الوثائق المُوقعة”، مطالبين بتثبيت المكاسب التي تحققت منذ توقيع اتفاق السلام. كما دعوا إلى ضرورة الحفاظ على وحدة الصف الوطني وعدم الانجراف نحو الإقصاء السياسي.
يُذكر أن رئيس الوزراء إدريس كان قد أعلن سابقًا نيته تشكيل حكومة تكنوقراط غير حزبية، ما أثار اعتراضات من حركات مثل العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان بقيادة مناوي، التي طالبت بالاحتفاظ بالحقائب الوزارية التي حصلت عليها بموجب الاتفاق.
ويرى مراقبون أن اللقاء الأخير يمثل محاولة لامتصاص التوتر وضمان عدم انزلاق البلاد نحو مزيد من الانقسام، إلا أن النجاح في تحقيق التوازن بين مطالب شركاء السلام ورؤية الحكومة الانتقالية يبقى مرهونًا بالخطوات المقبلة.