افريقيا ـ وكالات
أعلنت إيران تنفيذ هجوم صاروخي على قاعدة العديد الجوية الأميركية الواقعة جنوب غربي العاصمة القطرية، الدوحة، وذلك في أعقاب ضربات أميركية استهدفت منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية. ويُعد هذا الهجوم سابقة خطيرة في مسار التوتر بين طهران وواشنطن، إذ استهدفت إيران منشأة عسكرية أميركية داخل دولة خليجية حليفة للولايات المتحدة.
بحسب التلفزيون الإيراني، أطلقت طهران ستة صواريخ “ردًا على العدوان الأميركي”. وتُعد قاعدة العديد أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وتضم نحو 8 آلاف جندي، إضافة إلى مرافق استراتيجية كمقر القيادة المركزية ومخازن أسلحة ضخمة وأطول ممر هبوط في الخليج.
ولم تُصدر وزارة الدفاع الأميركية بيانًا رسميًا بشأن حجم الخسائر أو طبيعة الرد، إلا أن تقارير غير مؤكدة تحدثت عن إخلاء احترازي سابق للقاعدة تحسبًا للهجوم. في حين التزمت الدوحة الصمت حتى اللحظة، ما يزيد من الغموض حول آثار الهجوم على المستوى العسكري والسياسي.
الهجوم أثار موجة إدانات دولية، إذ اعتبرته بعض العواصم الغربية “تصعيدًا مقلقًا يعرض أمن الخليج للخطر”، بينما دعت أطراف أخرى إلى ضبط النفس وتفادي الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة. في المقابل، اعتبر الإعلام الرسمي الإيراني أن العملية “حملت رسائل ردع واضحة”، دون أن يلمّح إلى نية توسيع دائرة المواجهة.
جاء الهجوم الإيراني بعد تنفيذ الولايات المتحدة ضربات دقيقة استهدفت منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز، ضمن عملية “مطرقة منتصف الليل”، والتي قالت واشنطن إنها جاءت في إطار ردها على أنشطة نووية إيرانية مشبوهة. وردًا على ذلك، أطلقت إيران عملية “بشائر الفتح” التي استهدفت قاعدة العديد.
لطالما حرصت قطر على تبني سياسة خارجية متوازنة، تجمع بين تحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة من جهة، وعلاقاتها المفتوحة مع طهران من جهة أخرى. لكن استهداف منشأة أميركية على أراضيها يضعها أمام معضلة سيادية معقدة، خصوصًا وأن رئيس الوزراء القطري أكد سابقًا أن بلاده ترفض استخدام القاعدة لشن هجمات على دول المنطقة.
تشير كل المؤشرات إلى أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من التصعيد المحسوب، حيث تسعى كل من طهران وواشنطن إلى فرض معادلات قوة دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة. لكن حجم التعقيد في هذه المرحلة يجعل الخليج كله رهينة لاحتمالات مفتوحة، لا سيما إذا ما تكررت مثل هذه الهجمات مستقبلاً.
وكانت قطر قد تبنت وساطة لوقف اطلاق النار بين الجانبين بمتابعة مباشرة من الرئيس الامريكي دونالد ترمب الذي اعلن عن دخول الاتفاق حيز التنفيذ منذ، صباح اليوم.



