كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” معلومات مفصلة بشأن دور الإمارات في دعم قوات “الدعم السريع” في الصراع الدائر في السودان.
وأشار التحقيق إلى أن لـ”الإمارات دوراً في الصراع يتمثّل بنشر طائرات من دون طيار تحلّق على طول الحدود السودانية لتوجيه القوافل المسؤولة عن تهريب الأسلحة إلى “الدعم السريع”.
وبحسب الصحيفة، “تحلق الطائرات فوق مدينة الفاشر المحاصَرة لدعم الميليشيا التي قصفت المستشفيات ونهبت شحنات الغذاء وأحرقت آلاف المنازل”، بحسب ما ذكرت.
وأضافت أن “الطائرات المسيرة تنطلق من قاعدة تدّعي الإمارات أنها تديرها كجزء من جهد إنساني لمصلحة الشعب السوداني”، وأنها “تلعب لعبة مزدوجة قاتلة في السودان من خلال حرصها على تعزيز دورها صانعةَ قرار إقليمي، وتقوم بتوسيع حملتها السرية عبر تمويل الطائرات المسيرة وتسليحها وإرسالها إلى الميليشيا”.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن “الإمارات تعرّض نفسها كمدافع عن السلام والدبلوماسية والمساعدات الدولية، وتستخدم أحد أشهر رموز الإغاثة في العالم، “الهلال الأحمر”، غطاءً لعملياتها السرية بهدف إرسال العتاد العسكري إلى السودان، بالإضافة إلى تهريب المقاتلين”.
وأضاف التحقيق أن الإمارات تعزّز حملتها السرية بطائرات مسيرة تنطلق من مطار عبر الحدود في تشاد قامت الإمارات بتوسيعه ليصبح مطاراً مجهَّزاً بأسلوب عسكري”، مشيرة إلى أنها بَنَت “حظائر الطائرات وركّبت محطة تحكم للطائرات المسيرة، بحسب ما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية”.
وقالت الصحيفة إنه “من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية، تم تحديد نوع الطائرات المسيرة المستخدمة”، وأن “الصور تُظهر وجود مخزن ذخيرة في المطار ومحطة تحكم للطائرات المسيّرة إلى جانب المدرج، على بعد 750 ياردة عن مستشفى تديره الامارات لعلاج مقاتلي ميليشيا الدعم السريع”، وفق تعبير الصحيفة.
وأكدت الصحيفة أن “طائرة إماراتية خاصة نقلت، في وقت سابق من هذا العام، قائد ميليشيا الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، في جولة في ست دول أفريقية”.
يُذكر أن عدداً من أعضاء الكونغرس الأميركي طلبوا، يوم السبت، إلى الرئيس جو بايدن، قبل اجتماعه برئيس الإمارات، محمد بن زايد آل نهيان، المقرر اليوم الإثنين، أن يناقش “التقارير المثيرة للقلق بشأن دعم الإمارات العربية المتحدة لقوات الدعم السريع”، وأن يحث ابن زايد على “وقف دعم بلاده لتلك القوات، ويعيد تأكيد الهدف المشترك لتحقيق سودان آمن”.
وأعرب الأعضاء عن قلقهم من أن “تصرفات الإمارات في السودان تتعارض مع الجهود الأميركية لإنهاء العنف وتحقيق الحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني”، موضحين أن “قوات الدعم السريع ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وعمليات تطهير عرقي في السودان. ومن الضروري أن تكون شراكتنا مع الإمارات مبنيّة على مصالحنا المشتركة وقيمنا ورؤيتنا المشتركة لتحقيق استقرار السودان”.