افريقيا ـ السودان
في خطوة تعكس استمرار الاهتمام الدولي بالأزمة السودانية، التقى الممثل الخاص للمملكة المتحدة لدى السودان السيد ريتشارد كراودر برئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس في مكتبه بمدينة بورتسودان حيث ناقشا تطورات الوضع الإنساني وجهود المجتمع الدولي لدعم السودان في ظل الحرب المستمرة.
وخلال اللقاء، أكد كراودر أن المملكة المتحدة تواصل تقديم الدعم الإنساني للشعب السوداني، مشيراً إلى أن الحرب التي تشنها المليشيا المتمردة أدت إلى تدهور أوضاع ملايين المدنيين، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة تتطلب استجابة دولية عاجلة ومنسقة.
وأوضح الممثل الخاص أن بلاده تعمل على حشد المزيد من الدعم الدولي، من خلال التواصل مع الدول والمنظمات الإنسانية، لحثها على الوفاء بتعهداتها تجاه السودان. ولفت إلى أن الاجتماعات الأخيرة التي عُقدت في لندن أسفرت عن تعهدات بلغت قيمتها نحو 800 مليون جنيه إسترليني، مخصصة للاستجابة الإنسانية العاجلة، ودعم جهود الإغاثة في المناطق المتأثرة بالنزاع.
وأشار كراودر إلى أن المملكة المتحدة ستشارك في اجتماع دولي جديد يُعقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بهدف مواصلة النقاش حول سبل تعزيز التنسيق الدولي، وضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر تضرراً، خاصة في المناطق التي تشهد تصعيداً عسكرياً.
وفي سياق متصل، شدد كراودر على أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في مدينة الفاشر، التي تشهد أوضاعاً إنسانية حرجة، مؤكداً أن المملكة المتحدة تعمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين والمحليين لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف الحوار السياسي.
من جانبه، ثمّن رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس موقف المملكة المتحدة، مؤكداً أن السودان يعوّل على دعم المجتمع الدولي لتجاوز هذه المرحلة الحرجة، وتحقيق الاستقرار والسلام المستدام.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف التصعيد العسكري، وتكثيف الجهود الإنسانية، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لاحتواء الوضع.



