افريقيا ـ وكالات
في مؤشر جديد على تنامي الدور الروسي في القارة الإفريقية، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تعتزم توقيع ثلاث وثائق تعاون جديدة مع مالي، وذلك خلال استقباله لرئيس المرحلة الانتقالية المالي، الجنرال أسيمي غويتا، الذي يزور موسكو في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال بوتين في تصريحاته إن “روسيا ومالي حافظتا على علاقات قائمة على الثقة لسنوات عديدة”، مشيرًا إلى أن الدولتين أقامتا علاقات دبلوماسية منذ أكثر من 65 عامًا، وتمكنتا من الحفاظ على استمرارية التعاون رغم التحولات السياسية الإقليمية والدولية.
وأوضح الرئيس الروسي أن الاتفاقيات الجديدة تهدف إلى تعزيز الإطار القانوني للتعاون بين موسكو وباماكو، وتشمل مجالات الطاقة، وتطوير الموارد الطبيعية، والدعم الإنساني، والخدمات اللوجستية، مع فتح المجال أمام مشاريع تنموية مستقبلية.
وتأتي هذه التحركات في ظل تراجع النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل وتصاعد التوجهات الإفريقية نحو تنويع الشراكات الدولية، لا سيما بعد انسحاب القوات الفرنسية وانكماش الحضور الغربي الأمني في مالي، ما أفسح المجال أمام روسيا لتعزيز حضورها عبر الأطر الرسمية والمؤسساتية.
ويرى مراقبون أن هذه الاتفاقيات تمثل تحولًا في طبيعة العلاقات الروسية المالية من الاعتماد على المتعاقدين العسكريين (مثل مجموعة فاغنر سابقًا) إلى شراكات رسمية شاملة. كما تعكس رغبة موسكو في تثبيت موطئ قدم استراتيجي في غرب إفريقيا، في ظل تنافس دولي متزايد على النفوذ والموارد في القارة.



